samedi 9 février 2008

لقاء قصير على شاطئ غريبْ


صديقي!
يا أيها الموزع بين المسافاتِ.
أذكرك الآن ليس عن نسيان ٍ ، و أكتبُ.
تراني أ ُكسّـرُ بعض الغيابْ.
يا أيها المتطاول في التناسي،
لولا الحنينُ لما أزحتهُ الضبابْ.

قد كان اللقاءُ قصيراً.
وكان الوداعُ أقصرْ.
على مقعدٍ بالمحطة كنا جلوساً.
كتبنا سوياً جملتينْ،
لمن جاءوا ومن ذهبوا ..
ومن نهبوا وما تعبوا ..
ومن هم للقلب عصب الحياةِ
إن ابتعدوا أو اقتربوا.
كأن الحياة بحرٌ، وموج البحارْ
- كما تدرك جيداً – حياة ٌ / فصولْ.
وأنت كما نحن، أرواحٌ تعاودها بهجة ٌ عارمة ٌ للحلولْ ..
في صوت هديرْ.

على مقعدٍ بالمحطة كنا جلوساً.
وكان النهارُ بديعاً كليلْ.
سكبتُ جراحي عصيرَ مرارة في كأس ِ جراحِكْ.
وأنشدتُ من مدّ قـلبي موجة بوح ٍ
ترومُ انشراحَكْ.
ولكنك، مثلي، تعلمت كيف تضحكْ .. ولم تستطعْ.

على مقعدٍ بالمحطة كنا جلوساً.
وكان المحارْ..
يدندنُ فيك جنونكْ وفيَّ يدندنْ جنوني
وينشدُ فيكَ حنينكْ وفيَّ ينشدْ حنيني.
غريبين ِ كنا، نطاردُ لحظة َ ذكرى
تصوغ ُ شجونكَ مقطوعة حزن ٍ،
وحزناً تصوغ ُ شجوني.
ولم أضحك، ولم تضحكْ.
كأنّ الشفاهَ مرايا،
تصوغ ُ الحياة حكايا .. حكايا.

سأحكي لك الآن رواية عشقي،
ترد إليك قواكَ، وتنزعُ مني قوايَ.
لعلي أغوص عميقا ً
في بحر سؤالك ويمِّ هوايَ.
(تخيل معي)
في ليلة ٍ مقمرةٍ من ليالي الباديه،
- وأنا و أنتَ نجلس إلى إبريق شايْ-
سكبنا كؤوسا تقـطَّـرُ منها العافية ..
وبعض السجائــِر.
نزعت عني "دراعتي*"
وعنك نزعت درّاعتكْ.
وغصنا عميقا في حديث الشجونْ.
وتحكي وأحكي عن سرِّ الجنونْ.
أتيتُ على ذكـِر الحبيبةِ عمداً:
"وردة ٌ تعطرُ قلبيَ". قلتُ.
فقلت" هذا قليلُ!".
"وروحي أرى فيها جمال حياتي". قلتُ.
أجبتَ: "من العينين ِ نبعٌ قد كاد يسيلُ!".
وكان الحنينْ.

على مقعدٍ بالمحطة كنا جلوساً.
وكنا نطاردُ حلما تفرَّدْ.
ونتعبُ كي نعيدَ الحياة َ
لجسـٍم تشرَّدْ.
تنازعنا الرياحُ امتلاك السفينه،
ونبحثُ ، فينا، عن قوة دفينه
تساندُ فينا اعتلاء الصعابْ.
صديقي يا أيها المتطاولُ في التناسي،
صديقي يا أيها المتطاولُ في الغيابْ..
على مقعدٍ بالمحطة شكونا الفراقَ.
وحين اكتوينا بجمر الشبابْ،
أضاءَ الفؤادَ حنينٌ
وراقَ حديثُ الغرامْ،
ونهداً وساقا َ...
تراني استبحتُ حديثَ الجسدْ،
في أنثى تميلُ .. وصدر منهدْ.
لا تعجل عليَّ أزيحُ الضبابْ.
صديقي يا أيها المراوغ كالسحابْ ..
على مقعدٍ بالمحطة قد نلتقي .. وقد نجدُ
حديثاً جديداً وذكرى تعادْ.
ونقهرُ يوماً قريبا .. قريباً
مصيرَ البعادْ.
على مقعدٍ بالمحطةِ.

* الدراعة: رداء الرجل الحساني التقليدي

ماءالعينين لكحل

upes

Aucun commentaire: