lundi 18 février 2008

الاندماج المغاربي ضرورة حتمية


الاندماج المغاربي ضرورة حتمية وتجسيم لطموحات مشتركة في التضامن والتكامل والاندماج
تونس 16 فيفري 2008 (وات تحرير ضحى طليق) تحيي تونس يوم الاحد مع سائر الدول المغاربية الذكرى التاسعة عشرة لانبعاث اتحاد المغرب العربي يحفزها الشعور بوحدة المصير وتحدوها الارادة والمسؤولية في تجسيد احلام شعوب المنطقة والتي عبرت عنها منذ القدم وخاصة في فترة الكفاح التحريرى لتحقيق مغرب عربي كبير متضامن ومزدهر ينعم فيه الجميع بالامن والرخاء.
ولقد تعزز هذا الخيار الاستراتيجي منذ التحول اذ اكد الرئيس زين العابدين بن علي في بيان السابع من نوفمبر 1987 العمل بعزيمة ثابتة على تجسيم وحدة المغرب العربي الكبير في نطاق المصلحة المشتركة فنزله مكانة خاصة في سياسة تونس الخارجية من خلال السعي الحثيث الى ترسيخ مبدأ التشاور والتنسيق مع القادة المغاربيين ودعم علاقات التعاون الثنائي على مختلف الاصعدة باعتبارها رافدا اساسيا للبناء الجماعي المامول.
وهو توجه ثابت وراسخ لتونس التي جسدت منذ حصولها على الاستقلال انتماءها المغاربي وايمانها بالمصير المشترك لبلدان المنطقة بالوقوف الى جانب الاشقاء شعوب المغرب العربي في مختلف مراحل تاريخها.
وتبقى احداث ساقية سيدى يوسف التي احيا الشعبان التونسي والجزائرى يوم 8 فيفرى الجارى ذكراها الخمسين عنوانا خالدا وشاهدا على النضال المشترك والمصير الواحد.
واتاحت هذه الذكرى بالخصوص مناسبة للتاكيد على الثوابت المغاربية لتونس خلال اللقاء الذى جمع الرئيس زين العابدين بن على باخيه الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة والذى تم التاكيد فيه من جديد على الوفاء لما قدمه الشهداء والمناضلون من تضحيات والايمان بالواجب المقدس تجاه الاجيال القادمة التائقة الى التقدم والرفاه.
وقد عملت تونس من هذا المنطلق وبفضل رصيد علاقاتها المتميزة مع كافة البلدان المغاربية على تعزيز اجواء الثقة وبلورة الرؤى الكفيلة باستكمال بناء صرح اتحاد المغرب العربي وتفعيل مؤسساته وتنشيط هياكله حتى يضطلع بدوره كفضاء اقليمي فاعل على مختلف الاصعدة العربية والافريقية والمتوسطية والدولية.
وكما كانت فاعلة في مسيرة هذا الاتحاد منذ فكرة التاسيس سنة 1958 وقمة مراكش التي توجت باعلان قيامه في فيفرى 1989 سعت تونس التي تضطلع بالامانة العامة للاتحاد الى العمل على تحقيق الاهداف التي تضمنتها معاهدة مراكش حيث استضافت القمة المغاربية الاولى في شهر جانفي 1990 التي توصلت الى جملة من القرارات شكلت الانطلاقة الفعلية للمسيرة المغاربية من خلال الشروع في تركيز المؤسسات والهياكل والاجهزة الاتحادية.
وشارك الرئيس زين العابدين بن علي في الدورات الست لمجلس رئاسة الاتحاد التي كان اخرها في شهر افريل 1994 بتونس.
وهو منذ ذلك الوقت لا يدخر جهدا في بذل المساعي وتقديم المبادرات لدى اشقائه قادة الدول المغاربية لدفع المسيرة المغاربية نحو افق افضل وارحب والتغلب على ما قد يعترضها من صعوبات.
وكللت جهود الرئيس زين العابدين بن على سنة 2001 باستئناف الاجتماعات على مستوى مجلس وزراء الشؤون الخارجية واللجان الوزارية المتخصصة ولجنة المتابعة ومختلف المجالس الوزارية القطاعية بما يؤشر الى توفر الظروف الملائمة لعقد القمة المغاربية السابعة في اقرب الاجال.
كما تعد مبادرات رئيس الدولة خلال الايام الاخيرة بايفاد مبعوثين خاصين لاشقائه القادة المغاربيين ترجمة واضحة للعزم الراسخ على الخروج بمواقف موحدة تجاه المتغيرات الاقليمة والدولية الراهنة.
وكان للقاءات التشاورية المغاربية التي جمعت ببادرة من رئيس الجمهورية القادة المغاربيين بمناسبة حضورهم الاستحقاقات الاقليمية والدولية التي استضافتها تونس وهي قمة الحوار 5 زائد 5 ديسمبر 2003 والقمة العربية ماى 2004 والقمة العالمية لمجتمع المعلومات نوفمبر 2005 الاثر الايجابي في مزيد دفع سنة التشاور والتنسيق في اعلى مستوى تجاه القضايا والمسائل المتصلة بواقع شعوب المنطقة ومستقبلها.
وتؤكد هذه الجهود مدى حرص الرئيس زين العابدين بن على على تحقيق هذا المشروع الحضارى وتكريسه كخيار استراتيجي وسعيه المتواصل لترتيب البيت المغاربي على اسس سليمة تضمن لهذا البناء الناشىء الصمود امام التقلبات الدولية وما تنطوى عليه من مخاطر عديدة يتعين التعاطى معها بمنهج العقل والحكمة والواقعية.
وبالتوازى مع التنسيق على الصعيد السياسي تواصل تونس سعيها لاعطاء دفع جديد لمختلف المؤسسات المغاربية من مجلس شورى وهيئة قضائية وجامعة واكاديمية وتبذل جهودا لاستكمال تركيز المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية واقامة المنطقة المغاربية للتبادل الحر فضلا عن دفع وتيرة انجاز المشاريع المغاربية ذات البعد الاندماجي والتعريف بها لدى الهيئات المالية والدولية.
ولئن اثمرت هذه الجهود تقدما ملحوظا خاصة في مستوى توقيع الاتفاقيات والخطط والبرامج المشتركة في شتى ميادين النشاط الاقتصادى والتربوى العلمي والثقافي فان ما تحقق يبقى دون الطموحات ودون الامكانات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها المنطقة.
وفي هذا الصدد تبين الدراسات ان كلفة اللامغرب تتراوح ما بين 1 و2 بالمائة من الناتج الداخلي الاجمالي للدول المغاربية.
كما تشير الاحصاءات الى ان 60 في المائة من سكان المنطقة هم من الشباب مما يضعها امام جملة من التحديات الاجتماعية والاقتصادية وفي مقدمتها كسب رهان التشغيل والتعليم والهجرة.
ولاشك ان المتغيرات الاقليمية والدولية الراهنة وما يشهده العالم من جنوح الى التكتل الاقتصادى وكذلك الشراكات المتعددة المطروحة في المنطقة المتوسطية تضع الدول المغاربية امام تحد مصيرى يستوجب مزيد دعم منظومة التضامن والتكامل بينها وتدعيم تعاونها الاقتصادى على مختلف الاصعدة وفي مختلف المجالات من خلال تكثيف نسيج تبادل المنافع وبلورة البرامج والمشاريع الملموسة الكفيلة بتوطيد مقومات تشابك المصالح ومزيد تفعيل الشراكة بينها.
كما يقتضي تكثيف التنسيق والتشاور لبلورة المواقف التي تجعل اتحاد المغرب العربي مخاطبا كفءا لباقي التجمعات الاقليمية المماثلة وتحديدا مع الاتحاد الاوروبي وتجاه مستقبل العلاقات بين ضفتي المتوسط.
وقد اعرب الرئيس زين العابدين بن علي في الرسائل التي وجهها اليوم الى قادة الدول المغاربية بمناسبة ذكرى انبعاث الاتحاد من جديد عن الامل فى ان تكلل المساعي المغاربية المشتركة بالتوفيق والنجاح للارتقاء بالاتحاد الي مصاف الاقطاب الفاعلة في محيطه العربي والمتوسطي والدولي وضمان المستقبل الافضل للاجيال القادمة.
TAP

Aucun commentaire: