vendredi 3 août 2007

سعد الله عبد المجيد: بالله عليگم لا تجاملونا

سعد الله عبد المجيد أو كما يسمونه «قوة التحمل» أ حد المكرمين في المهرجان الوطني التاسع للمسرح يفتح قلبه للأحداث المغربية ليكشف لها عن مشروعه الفني، وموقفه من نقد المجاملة الذي ساهم بشكل كبير في إفساد العمل المسرحي والذي أبرز وجوها لا علاقة لها بالممارسة المسرحية.
> سعد الله عبد المجيد ماذا يعني لك التكريم وفي هذا الوقت؟ >> أعتقد أن التكريم هو تتويج لمجموعة من الابداعات واعتراف بالمجهودات الابداعية والفنية للفنان. وأصارحك أنه عندما توصلت بخبر تكريمي تفاجأت وسألت نفسي هل فعلا أستحق التكريم؟ > لماذا هذا السؤال؟ >> أولا لدي مشروع ثقافي مستقبلي لم أنجزه بعد، ثانيا أرى أنه بعد تجربة 35 سنة من ممارسة المسرح منذ السبعينات إلى الآن توصلت إلى مرحلة إعادة السؤال في تجربتي: بمعنى كيف أؤصل وأثبت العمل مسرحي؟ وأصوغ وأطرح رؤية إخراجية تتلاءم والفعل المسرحي المغربي. إن هذه التجربة المسرحية الطويلة دفعتني الى إعادة النظر في أوراقي النظرية الأربع، وإلى خلخلة هذا المسار الفني. بالنسبة لي فأنا أحمل هما ثقافيا ولدي أوراق تنظيرية لابد من إنجازها كورقة التنظير للمسرح الفقير (الورقة الرابعة) ولدي مشروع إخراج مسرحية سلطنة أو الجزء الثاني من زهرة بنت البرنوصي. إذا أنا أبدأ من جديد برؤية وبتصور فلسفي أكثر عمقا. > هناك محطتان في الحياة الفنية لسعد الله وهما مرحلة السبعينيات والان كيف تقيمهما؟ >> في السبعينيات والثمانينات كان المسرح نضاليا يحاول أن يفضح السلطة وأن يحرر الانسان المغربي من كل أشكال الاستلاب والاستغلال، و يمكن أن أطلق عليه مسرح المواجهة، بحيث ظهرت فرق ضحت بالغالي والنفيس وأبدعت وصمدت أذكر من بينها مسرح الإخوان لفاضل يوسف وتجربة فرقة الباسم وفرقة السلام البرنوصي. كان المسرح في هذه الفترة خطابا إيديولوجيا يهتم بالنص المسرحي الملتزم إلى درجة أن قيمة العرض المسرحي توازيها قيمة جرأة النص المسرحي. ولم يكن الفعل المسرحي انذاك يهتم بالجانب الجمالي. والأسوأ في الفترة هي أن ممارسة المسرح تساوي الاعتقال. حاليا ونتيجة للتحولات التي عرفها المغرب منحت مسا حة كبيرة للحرية وانتقل معها رواد المسرح الهواة/ فاضل يوسف-عبابو- يحيى بدلال-سعد الله عبد المجيد- عبد الكريم برشيد/ الى الاهتمام بالجانب الجمالي والإبداعي إلا أنه يبقى مسرح السبعينيات غني جدا بنصوصه وخطاباته وتنظيراته ورواده، لأن سمة المسرح الجيد أنه يولد في الأزمنة الصعبة. > ما رأيك في المحاولات الإبداعية التي تحاول تأصيل المسرح المغربي؟ >> دائما ألح على إثبات ذاتية المسرح المغربي وعلى تحقيق هويته الفنية، فالظروف الراهنة التي تتجلى في أخطبوط العولمة يحاول طمس هوية الانسان العربي وبالخصوص طمس الهوية المغربية. فالمسرح هو الوسيلة والسلاح لمواجهة هذا الأخطبوط ولن يتم ذلك إلا باستلهام الأشكال المسرحية التقليدية المغربية (الحلقة، البساط، سلطان الطلبة، مسرح السر) والاهتمام بالبعد الإنساني والاجتماعي للإنسان المغربي. > رأيك في الكتابة النقدية المسرحية الحالية؟ >> سابقا كانت المتابعة النقدية، والكتابات كانت صارمة وجارحة في بعض الأحيان، إلا أنها كانت سببا رئيسا للرفع من مستوى العمل المسرحي. حاليا ومع الأسف نجد غياب النقد المسرحي: فعلى مستوى الجرائد والصحف فهي تخلو من أي نقد مسرحي متخصص يتناول العمل المسرحي من مختلف عناصره الدرامية. وهناك مقالات قليلة لا تتناول في العمل المسرحي سوى جانبه الأدبي. نحن نحتاج الى نقد مسرحي يبني ولا يهدم، يظهر أخطاءنا وينعش مخيالنا بعيدا عن المجاملة والنفاق ويواجه الفنان ويكشف أخطاءه وهفواته. بعض الفنانين نتيجة للمجاملة يعتقدون أنهم وصلوا إلى القمة. وهذا الأسلوب النقدي لايخدم الفنان ولا يساهم في تقدم العمل المسرحي المغربي. وأنا أوجه نداء من هذا المنبر المحترم إلى النقاد والصحافيين الفنيين أرونا عيوبنا، أرونا عيوبنا، أرونا عيوبنا.
حاوره: عبد المجيد بوشنفى
الاحدات المغربية

Aucun commentaire: