lundi 23 juillet 2007

أبو شجة.. ثاني فرسان بلاد المليون في ماراتون "إمارة الشعر


خاص- صحراء ميديا للحروف كما للأيام عند الشاعر الموريتاني أبوشجة ألوان، اللام يقطر دما، والحاء حرف أخضر مخضل بالحب الصافي، ويوم الثلاثاء أغبر مغتم، والأربعاء يتألق صفاء ويزهو بشمس ساطعة، "له صبوات هن أنقى من التقى" كما يقول، يكتب الشعر العمودي بحداثية محترفة، تتقمصه مواجد ابن الفارض ورابعة، ويستبد به شيطان الشعر حتى يلقيه فوق ضفة الإبداع الهادر ألقا.
أبو شجة، الشيخ ولد محمد ولد ببانه سليل وديان "تكانت" الحبلى بالشعر والتمر والأمجاد، تلك التي شهدت فتاوى سيدي عبد الله، وترانيم ولد الكصري و تهويم ولد آدبه في مغاني الرشيد وأشاريم، أيام كان أشاريم أشاريم، وبطولات بكار وولد الحامد، و"رسم" سدوم.. هو ثاني اثنين يحملان علم موريتانيا خفاقا في سماوات "إمارة الشعر". فبعد الأداء الرائع لزميله محمد ولد الطالب الذي اجتاز إلى المرحلة القادمة في ماراتون الشعر، سوف يصعد أبو شجة منبر الشعر في شاطئ الراحة مساء الجمعة القادم. صاحب "دم الياقوت" و"البدع" وغيرهما من الأوابد يستند إلى احترافية إبداعية فذة، تجعلك تنظر إلى النص كعقد فريد صاغته يدا فنان صناع، بحيث لا تستطيع يد الحذف أن تطال النص – الدرة. ألا أيها النخل المغرب بالضحى جواهر آل لمعهن كليل حنانيك هل إلا إليك تولهت بنا من تعلات الشباب سبيل ولد ببانه شاعر من الجيل الثاني في القصيدة الموريتانية الحديثة، مثل زميله ولد الطالب، ويعتقد الموريتانيون أن تمثيل ولد ببانه لهم لن يكون دون تمثيل ولد الطالب الذي خطف الأضواء في الحلقة قبل الأخيرة من البرنامج، بروعة شعره وجودة إلقائه، ومن المعروف أن أبا شجة يجيد الألقاء وهز أعواد المنابر، وقد مثل البلاد في عدة تظاهرات خارجية. وتعلق مريم الطالبة بالثانوية العامة على مشاركة ممثلي موريتانيا قائلة "أتوقع أن يحل أحدهما أميرا والثاني وصيفا"، فيما كتب أحد المعلقين في موقع ألكتروني موريتاني "ما أجمل أن يكون أول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية في العالم العربي وأمير الشعراء العرب يحملان جنسية بلدنا" تتجاذب أبا شجة تجارب الإبداع على مدى كينونة الأدب العربي، فهو القارئ النهم في مختلف الآداب، بدأت علاقته مع الشعر منذ نعومة أظافره، فعندما كان شقيقه الأكبر يرصد له مبالغ مالية مقابل دراسته متن الشيخ خليل على العلامة بداه ولد البوصيري، كان الطفل أبو شجة يتخير نصوصا من النقائض ليقرأها على الإمام، وحينما يحتاج إلى مصاريف يحفظ أقفافا من خليل ويسردها على أخيه، ويأخذ منه النقود، ويعلق أبو شجة في جلساته الحميمية مع الأصدقاء على نكتة الطفولة هذه، قائلا : "لقد استسمحته بعد ذلك". أبو شجة المتصوف في محراب الحرف، والعاشق إلقاء القصيد في جلسات الأصدقاء التي تتخللها كاسات الشاي، ليس غريبا إذا ما علق على أحد أبياته قائلا "أقسم بالله الذي لا إله إلا هو لم يقل هذا البيت أحد قبلي"، وله الحق في ذلك القسم تماما، فهو مبتكر ينحو أحيانا كثيرة ضروبا بكرا لم تطرق قبله، اسمعه مثلا يصف سمو خاطرة زارته ذات قصيدة: وقلب المرء في ضحيان تبكي إلى قذفاته فرص الوعول عندما يشرح لك المقصد تفهم لكم هو رائع، فقلب المرء لا يعني بها إلا قلبه هو، وضحيان جبل سامق مرتفع بعيد الذرى، ومنه قوله تعالى (وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى)، وكثيرا ما تواتر في الشعر "أجرد ضاح" صفة لمثل ذلك الجبل، والقذفات هي الأعالي، وما أجمل أن تبكي فرص الوعول غب الإخفاق في الصعود إلى قمة الشهود التي ترقى إليها قلبه، وما أروع أن يلبس المجرد لبوس المحسوس.. جدير بنا إذا عندما نسمعه يقسم أنه قائل بيت معين أن نصدقه. يتكتم أبو شجة على نصه الذي سوف يلقيه في الحلقة القادمة، تاركا لجمهور الشعر تذوق مفاجأة من العيار الثقيل
sahramedia

Aucun commentaire: