dimanche 8 février 2009

ليس عزيز على المطففين ...بعزيز !!


تحت عنوان : "ما أنت علينا بعزيز " كتب حنفي ولد دهاه مقالا ضمن سلسلة مقالاته التي تدخل تاريخ الكتابة خلسة بقوة مؤسسته الإعلامية، مقالا لا يصلح للوعظ ولا للإصلاح، بل ربما لشطحات رمزية تشبه الطلاسم في ذهن من عقدها ،محاولا بذالك ارتقاء مكان صعب ،أو لخطاب وداع لنظام سياسي، تأسس زائلا، أو قل جثة هامدة، لا تطمع بالرحمة إلا خارج الحدود... تجلى للحنفي منها الوطن مختزلا في شيخ وقور" وفي " يسبح: أي حنفي ...ويبتسم إني لا أهذي...!! وهل يهذي المخلص بدون سابق إنذار..ولاسابق نضال..ولاسابق اهتمام بالشأن العام ...؟ إنه هو وكفى...!! إنها العناية الفائقة التي لاتخطئ...قذفت به إلى الملعب السياسي في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع...ولم يسأل أحد عن شيء سوى وحيدته عن الطريقة التي يجب بها استثمار المعجزة ...وحدثت المعجزة !!وتم اجتماع طارئ تحدثت فيه قارئة الفنجان عن غيرة دفينة في عيون المجتمعين مما هو أسوء من النظام الذي أرسى قواعده معاوية ولد سيد أحمد الطايع، ولذلك أستدعي على جناح السرعة لفيف من أعضا ء الجبهة القديمة الجديدة للإجابة على فضول بعض أعضاء الأسرة، التي أضحت حاكمة، عن طعم شواء عرق العمال والفلاحين، وعن لون الأسمنت المسلح من أمراض الشعب وتجهيله،وخصوصا عن راتب الرئيس، ولأن الشيء بالشيء يذكر: سأل طفل والده بمناسبة نجاح اوباما عن أيهما أكبر راتبا رئيسنا أم أوباما فرد الوالد دعنا نسأل خدمة Google عن أكبر راتب رجل في العالم وسيكون قطعا أوباما. ولما كتب الوالد السؤال ونقر على زر: ابحث، أجاب كوكل إنه والي الفلوجة فسألاه لماذا؟ فأجاب: لأن راتبه كان يأخذه نقدا و عينا!! فضحكا وقالا لهذا السبب يبول حنفي على غير مألوف للتبول : رؤوس الرجال ...ولهذا كتب أن عزيزا ليس عليه بعزيز، مع أن عزيزا لايشعر بنقص في الحب حتى ينشده في قلب حنفي ، ولا يتأسى،أصلا، على الحب إلا النساء...

وعن الإستئثاربالحكم وإقامة مملكة فاسدة، عل رأي قارئة الفنجان، لمدة خمس سنين ،وعن رعونة التفكير خصوصا...فليس من شيم العقلاء البصق في الجهة التي تأتي منها الرياح ...ألم يضع محمد ولد مولود بيضه في سلة واحدة، على غير عادته، وزعم مطمئنا لزعمه أن الدنيا ركعت عند بابه كما ركعت لرموز الفساد حلفائه، وأن حزبا كبيرا في حجم الخزينة العامة بات في متناوله ...ألا ترى ياحنفي أن ذلك البيض تكسر في مقلات المؤسسة العسكرية والشعب بدون أن يؤمن صاحبك المحنك دجاجته مسبقا ؟ أم أنه المشي إلى المستقبل - الذي تركته دول الجوار وراءها- بخطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام كما في الفقه الماركسي ؟!

إن الدفاع عن الذين علمتهم تجارب الحياة،غير مشكورة،قبل أن تدخل أنت الأرحام، البراعة في الكذب والنفاق والتملق للأنظمة الفاسدة التي تعاقبت على هذا البلد يعني الدفاع عن الديمقراطية والمساواة التي يؤمنون بها وهي:المقبرة للجميع والبقاء لهم !! لايدافع عن هؤلاء إلا "السكالوبا"مثلهم تماما، وهو لمن لا يعرف ابن إله البحر الذي قتله "آخيل" في الأسطورة اليونانية عملاق متوحش يرى بعين واحدة في جبهته، يعرفه كل من يستمتع بأفلام الرعب وعلى وجه الخصوص الرعب السياسي. على مر التاريخ يبيع بعض الناس ضمائرهم وشرفهم ويتخذون مواقف عمياء مضرة مطلقا مقابل الحصول على المال والجاه وبعد الحصول عليه تبدأ رحلة البحث عن استرجاع شيء من الشرف بجزء من ذلك المال إلا أن من تدافع عنهم، ياحنفي، استثناء في التاريخ من هذه القاعدة يصرخون دائما ألا هل من مزيد؟!

من حق الشيخ أن يخرف ومن حق الانتهازيين جميعا أن يضحكوا على عقله تحت شعار الديمقراطية التي لايؤمنون بها ولم تكن يوما مطلبا من مطالبهم ...لكن من حقنا أن لانترك شيخا، عزاؤه في خراب وطنه الخرف، وعزاء من يناصرونه الجشع، يلهو بديمقراطيتنا الوليدة وبمقدرات بلدنا الاقتصادية كي لانموت جوعا وعطشا... ويواصل اللصوص الحفلة على إيقاع: لا يستطيع أحد تجاوزنا... نحن نملك الشعب بما سرقنا... غيرأن إجراءات نزع الملكية لفائدة المصلحة العامة بحكم شعبي حاز قوة الشيء المقضي فيه قد بدأت رغم أن حق الملكية من المقدسات الدستورية التي داسوها، عبر جميع الأنظمة التي تعاقبت على هذا البلد ،بما نهبوه من ممتلكات الدولة ويتظاهرون اليوم بالذود عنها !! ياللمفارقة ! هذه يقدسونها وتلك يعبثون بها والعبث موصول إلى من قضى نحبه عطشا وجوعا وإلى من كان ينتظر!

إن لغة التهديد المعجمية لاتهز شعرة من رأس أحد وإن كانت تنبئ عما يدور في كواليس جبهة الشقاق والنفاق مما يحيكونه من دسائس لهذا البلد قد كنت خيرمن عبر عنها بقولك:"وإذا استدعت عودة الرئيس ولد الشيخ عبد الله تدخلا عسكريا من جهة أجنبية ،فليكن ، إنه أخف الضررين ...الخ". إلى هذا الحد ياحنفي أقصد ياشلبي ؟! ياللعار!!

لكني ألتمس لك الأعذار أيها الحنفي لأنك صدقت مرة عندما أنزلت نفسك وقومك من عزيز منزلة قوم شعيب وأنزلت عزيزا من نفسك وقومك منزلة شعيب غير العزيز على قومه المطففين، وصدقت كذلك عندما قلت إن عزيزا من طينة عروة بن الورد الذي قال ذات يوم :أقسم جسمي في جسوم كثيرة – وأحسوا قراح الماء والماء بارد.

وتقولت عندما تكلمت عن شعب لايوجد إلا في مخيلتك وليس على ربوع هذه الأرض عندما قلت: "حين تقذف إرادة الشعب براكين وقنابل عنقودية" اللهم إلا إذا كان هذا الشعب شعب ديمقراطية الدبابات الأجنبية التي تستنجد بها أنت وقومك: وا بوشاه...واساركوزاه... نقمة على شعب أدام مطال الجوع والحرمان، واختبر الذل والقهر، بسبب الانتهازيين الذين تدافع عنهم، حتى خرج بجميع مكوناته مستصرخا: واعزيزاه...واعزيزاه...وفورا أجاب:لبيك يا شعب لبيك....

ولذا، كان حريا بك ياحنفي أن تقف من هذا الشعب الصبور، الذي ظللت تبكي ربوع مصاصي دمائه ومن سخروا من أناته ،موقف امرئ ألقيس لاموقف أم الحليس...لكن ليس عليك من حرج أن تنتصر لشرذمة الانتهازيين السياسيين على قاعدة : "عمرو بن برآمة الهمداني".

إن الذين تبكي فراقهم اليوم ممن يعيشون على أسنمتهم لم و لن يقف معك الشعب على أطلالهم في:الخطوط الجوية الموريتانية، ومفوضية الأمن الغذائي، وسونمكس، والمالية، والصحة، والتعليم ليذرف عليهم دمعة واحدة بل سيقول لك بصوت عال: مت أسى ولا تتجلد .

إن الانتهازيين الذين تندبهم طالما كالوا لهذا الشعب بالتطفيف ووزنوا له بميزان الخسران والجور ...ولما قام إليهم من بنيه القوي الأمين لينهاهم عن ذلك ويدعوهم لإيفاء الكيل والوزن بالقسطاس المستقيم ...ها أنت تقول له نيابة عن هؤلاء المطففين ماقالته أمة التطفيف ذات يوم لنبي الله شعيب: "...وما أنت علينا بعزيز". فيكفي عزيزا شرفا أن يكون غير عزيز عليك ولاعلى الانتهازيين الذين تدافع عنهم.

Aucun commentaire: