samedi 12 avril 2008

صدق أولاتصدق..!

غريب جدا أمر شرطتنا الوطنية فبعد أن أبانت عن عجزها الواضح فى متابعة الفارين المتهمين بتهم القتل والإفساد فى الأرض أحرى رد الصاع صاعين لمن مرغ كرامة الأمن وقادته فى الوحل حين خرج مرفوع الرأس من معركة إستنفدت فيها الشرطة كل إمكانياتها وأكثر دون أن تستطيع تحقيق أي من أهدافها التى جاءت من أجلها،ليتضح أنها لم تجد مايصون الكرامة المزعومة ويحفظ ماتبقى من ماء الوجه سوى الإعتداء على مواطنين أبرياء كانوا يتوقعون كل شيئ سوى أن تغير عليهم شرطة سخرت لخدمة الشعب وحمايته أوهكذا كان يفترض منها ذلك،وتروى بدمائهم الزكية الأرض.
إن الأحداث الدامية الأخيرة التى شهدتها بلادنا كشفت عن سوءات جهاز الأمن فى بلدنا وأظهرت لمن كان لديه أدنى شك فى ذلك -وقليل ماهم- أن الأجهزة الأمنية عاجزة عن رفع التحدى وغير مؤهلة من الناحية التقنية واللوجستية لمجابهة هذه التحديات التى تطل برأسها وتلقى بظلال ثقيلة على الوضع الأمنى فى بلد ظل إلى وقت قريب بعيدا عن الإرهاب وتأثيراته ومخلفاته الكارثية. ولذلك فإن الأحداث الأخيرة بدء بهروب المتهم ولدسيدينا من قبضة القضاء إنتهاءا بتملصه من يد الأمن،تفرض على من يهمهم الأمر فى هذا البلد مراجعة حساباتهم والتفكير العميق فى الوضعية التى آلت إليها الأجهزة القضائية والأمنية فى هذا البلد،ليتم بناء هذه الأجهزة والهياكل وفقا لأجندة جديدة ورؤى جديدة غير التى اتضح أنها أسست من أجلها، وأعتقد أن عملية الإصلاح تلك تتطلب الكثير من الجهود والتفكير الجدي والعميق ليس فقط فى إصلاح الأجهزة الموجودة اليوم فذلك من الصعوبة بمكان ولكن ببناء أجهزة جديدة تراعى الإحتياجات الأمنية والتحديات الوافدة وتتجنب المنزلقات والحفر التى تردى فيها الجهاز الأمنى القائم اليوم والذى لم يعد خافيا على أحد ما وصل إليه مما جعل البعض يطالب بإعفائه من المهمة الملقاة على عاتقه وإسنادها لجهات عسكرية ربما أكثر مهنية وبعدا عن الشبهات تأسيا بما أقدمت عليه دولة مجاورة بعد أن تبين لها صعوبة ما أفسد الدهر. ولئن كان المواطن البسيط قد خيل إليه على مدى سنوات عدة خلت لتأسيس الجهازالأمنى فى هذا البلد أن الشرطة فى خدمة الشعب فإن القاعدة المتداولة اليوم لدى الجميع هي أن الشعب فى خدمة الشرطة ،فاليوم المواطن البسيط يبذل جهده وعرقه للحصول على مبلغ مالى زهيد يقيه الشر المستطير لشرطتنا الوطنية سواء كان ذاك المواطن بائعا متجولا بسيطا أو سائق سيارة أجرة لاحول ولاقوة لديه. لقد كرس الجهاز الأمنى الموجود اليوم الكثير من المسلكيات المخلة التى يندى لها الجبين وتسيئ إلى وطن بأكمله قبل أن تسيئ إلى الشرطة بعينها ولذلك فلاغرابة أن يظهر المواطن وبنظرة مبسطة ساذجة وكأنه ند لشرطتنا الوطنية فرحا بما أصابها متمنيا لها الزوال كما يتمنى للإرهاب ذلك، ولا غرابة فالعنف والظلم وجهان لعملة واحدة،"تعددت الأسباب والموت واحد
"..

إمام الدين ولدأحمدو
Imam04@maktoob.com
ani

Aucun commentaire: